أظهر المنتخب الأسباني أنه لازال من أقوى المرشيحين للفوز بقلب نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA، وذلك بعد أن حقق إنتصارا مستحقا على هندوارس بهدفين نظيفين، في اللقاء الذي جرى بينهما على ملعب إليس بارك في جوهانسبيرج ضمن المجموعة الثامنة وفي ختام الجولة الثانية.
عودة الماتادور الأسباني جاءت بتحقيقه لمعادلة الأداء الراقي الذي حضر به مرشحا للقب، حين فرض سيطرته المطلقة على كامل المجريات لكنه إكتفى بهدفين عبر ديفيد فيا الذي أهدر فرصة الـ"هاتريك" بعد أن أطاح بركلة جزاء.
إفتتحت أسبانيا رصيدها النقطي بأول ثلاث نقاط بعد الهزيمة المباغته أمام سويسرا في الجولة الأولى، فيما أكدت الخسارة خروج هندوراس من السباق إثر الهزيمة الثانية بعد تشيلي في الأولى.لم يكن أحد بحاجة للشك في أن المنتخب الأسباني سينتهج الطابع الهجومي منذ البداية، حيث تأكد ذلك من خلال التعديلين اللذين أجراهما دل بوسكي باشراك توريس ونافاس في التشكيل الرئيسي بهدف توسيع رقعة اللعب.
ولم يحتج الماتادور لبدء الهجوم بعد فترة جس النبض المتعارف عليها، إذ ألغى هذا العرف التقليدي وامتد مبكرا لتهديد مرمى هندوراس.
مسلسل التهديد الجدي بدأه ديفيد فيا الذي أطلق كرة صاروخية ارتدت من العارضة (6) لتكون الإعلان الرسمي عن إنطلاق الحملات لهز الشباك.
وكاد راموس أن يفتح باب التسجيل لكنه لم يحسن التصرف بكرة تشافي العرضية بعد أن ضايقه الحارس فالادارس فلعب الكرة فوق المرمى وهو على مسافة قريبة منه (11).
فرض الإسبان أفضليتهم المطلقة على مسرح الحدث بفضل خطين قويين، إذ أن منبع الهجمات كان ينطلق من العقل المدبر تشافي بمساعدة ألونسو فيما كانت ضرورات فتح الثغرات تتطلب وضع نافاس وفيا على الأجنحة مدعومين بتوريس وكابديفيلا، وترك توريس وحيدا داخل منطقة الجزاء لإقتناص الكرات.
هذه الطريقة أجبرت لاعبي هندوراس على التراجع شبه الكامل لملئ مساحات الملعب الخاص به، فبات أغلب اللاعبون متواجدين في مساحة صغيرة نسبيا، مما جعل أمر التحرك صعبا.
لكن فتح اللعب نحو الأطراف كفل للأسبان سهولة الوصول المتكرر إلى مسافة قريبة من مرحلة التهديد الجدي، وكانت الحلول تتم عبر ديفيد فيا الذي عاد ليخترق من الجهة اليسرى دخل على إثرها منطقة الجزاء ويسدد باتجاه المرمى بعد أن تخل من ميندوزا لكن الكرة حادت عن الطريق (13).
وبدا الإصرار واضحا على فيا تحديدا لإثبات أنه قادر على ترجمة الآمال المعلقة عليه في التسجيل، فجاء رده صريحا عندما توغل في عمق منكقة الجزاء بمهارة فائقة متخطيا لاعبين ثم بتسديدة ماكرة بعيدا عن يدي الحارس لتهز الشباك للمرة الأولى (17).
كان من المفروض أن يرفع الهدف من معدل الثقة والتركيز لدى الهجوم الأسباني، لكن ما تلا بعد ذلك هو إهدار العديد من الكرات السهلة التي لم تقلق راحة الدفاع.
ومع دخول الربع الأخير عادت الخطورة لتطل برأسها وعبر رأس الحربة العائد فرناندو توريس الذي لم يحسن التصرف مع العمل الرائع الذي قام به راموس ومنحه الكرة عرضية بالمقاس فلعبها بالأرض لترتد فوق المرمى (32).
وسرعان ما عاد ذات اللاعب توريس لإهدرا فرصة أفضل عندما دخل منطقة الجزاء مراوغا المدافع تشافيز لكنه سدد بتهور فوق المرمة بكثير (33).
ولم يفلح الهجوم المتتالي بعد ذلك في تهديد المرمى لينتهي الشوط على نتيجة الهدف.
بعودة اللعب في الحصة الثانية كانت الأحداث تتخذ شكلا آخرا، حيث باتت رغبة هندوراس أكثر جدية في اتقدم والتخلي عن التمترس في الخلف وهو ما ترك العديد من المساحات الشاسعة في الوسط والدفاع.
فتقدم تشافي دون مضايقة ومرر إلى نافاس على الجهة اليمنى ليلمح بدوره تراجع فيا لقوس المنطقة فمرر له بعيدا عن الرقابة ليسدد بقوة وترتد من قدم تشافيز وتهزم الحارس فالادايس وتهز شباكه للمرة الثانية (51).
وتأكد أمر حالة الضياع لدى دفاع هندوراس عندما توغل نافاس بسهولة في منطقة الجزاء ليتعرض من الإعاقة إيزاجويري لتكون الركلة التي إنتظرها ديفيد فيا لتحقيق "الثلاثية" فتقدم لركلة الجزاء لكنه سددها بجوار القائم مهدرا الفرصة الثمينة (60).
عرف دل بوسكي أن أمر النتيجة قد إنتهى ولذلك فقد سحب تشافي ودفع بفابريجاس لمنحه فرصة اللعب بعد العودة من الإصابة، وقبل أن يلمس الكرة الأولى كان سيسك يستغل خطأ الدفاع ويجري خلف كرة طويلة ليواجه الحارس ويجتازه ثم يسدد نحو المرمى لكن تشافيز أنقذ الموقف في المتر الأخير (66).
وكا راموس أن يعزز الرصيد عندما استغل الكرة المرتدة من الدفاع ليسددها قوية وتتحول من المدافعين مجددا للركينة (67).
حاول الإسبان مضاعفة الغلة بعد ذلك لكن التهديدات لم ترقى للمستوى الذي يمكن أن يهز الشباك، خصوصا وأن الهدوء بدا سمة الأداء والرغبة في الإبتعاد عن الإصابات، في المقابل عبثا حاول هجوم هندوراس في إقلاق راحة كاسياس، حيث طاشت الكرات بعيدا عن المرمى، فيما قضى بويول وبيكه على بقية المحاولات.