لا أكاد أتوقف عن البكاء منذ أن رأيت هذا المشهد أشعر بغصة تحرقني
وبقهر قهر عظيم لا ينطفئ
هؤلاء الناس البعيدين شكلًا ودينًا وجنسًا عن غزة يتركون مواطنهم وأهاليهم ليأتوا
لنصرة غزة بإبتسامة وبفخر، تاركين كل مباهج الحياة وقادمين لغياهب الموت
لا يعلمون هل ستتركهم اسرائيل ينجون أم ………
ونحن .. وسحقًا لنا نحن من نشارك غزة الدم والعروبة نمارس حياتنا الطبيعية
كأن شيئًا لم يكن، كل شئ على حاله ونحن على حالنا
أصلًا فلسطين هكذا منذ اثنتان وستين سنة .. أصلًا فلسطين لن تتحرر إلا يوم القيامة
أصلًا فلسطين لا تحتاجنا .. أصلًا هذه القافلة لن تصل .. أصلًا فلسطين ليست بحاجتي
ولا حاجة دعائي، أصلًا.. أصلًا .. أصلًا وتتوالى الأعذار
هذا ما يردده الخانعين، أصحاب القلوب الميتة، بل القلوب الميتة ربما تحيا بيوم ما
وقلوبهم المتحجرة لا ولن تشعر
حتى مجرد الدعاء لهذه القافلة يستكثرونه، هذا إن كانوا يعرفون ماهية هذه القافلة وما قصتها
لا أعلم لماذا تحولنا إلى آلات لا تملك إحساسًا ولا مشاعر بإخواننا وقضاياهم
هل نجح اليهود إلى هذا الحد ..! أن يخدروا مشاعرنا ..!
أن يخلعونا من أمتنا، وأن يمتصوا نخوتنا العربية والإسلامية..!
أن يزرعوا الوهن والضعف بنا حتى أصبحنا كغثاء السيل، مجرد خراف تعلف وتعيش يومها
دون أمل دون غيرة .. دون نخوة .. دون حب .. دون دعاء
نسفح الدموع من أجل غزة ولا يكفي
ندعو ليلًا ونهارًا سرًا وجهارًا ولا يكفي
نستجير بالله ولا يكفي
كل هذا لا يكفي وكل حديثنا لا يكفي .. نريد فعلًا أرجوكم فقط نريد فعلًا
آه يا هيا الشطي آه ماذا فعلت بي
والله الذي لا اله الا هو وددت لو أني أبيع أهلي ومالي مقابل مكان صغير في هذه القافلة
أن أذهب معهم وأدخل الى غزة فقط أن أصل هناك ولا أبالي وربي لا أبالي
كيف فقط كيف تنام عين رجل بيده القرار بيده القوة أن يفعل ولا يفعل..!؟
كيف يأمن قلبًا باع القدس من أجل مركزه وجيبه ..!؟
اللهم عليك باليهود فإنهم لا يعجزونك
حسبي الله وكفى حسبي الله وكفى