تتواجه أسبانيا وهندوراس، اللتان تقبعان في ذيل ترتيب المجموعة الثامنة، مساء الاثنين في مباراة مصيرية. وكانت أسبانيا قد خسرت مباراتها الأولى أمام سويسرا في مستهل المشوار ضمن نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA، فيما انحنت هندوراس أمام تشيلي في مباراتها الافتتاحية كذلك، وبالتالي لم يعد هناك خيار آخر أمام المنتخبين سوى تحقيق النصر لتصحيح المسار ومحاولة تحاشي انتظار حسابات اللحظة الأخيرة.
المباراة
إسبانيا-هندوراس، المجموعة الثامنة، ملعب إيليس بارك، جوهانسبرج، الاثنين 21 يونيو/حزيران، الساعة 20:30 بالتوقيت المحلي.
على إثر النكسة التي مني بها في مباراته الأولى، سيخرج المنتخب الأسباني إلى أرض الملعب وهو يدرك تماماً حاجته الملحة إلى التصالح مع الأهداف للتأكيد بالأعمال وميدانياً على مصداقية التوقعات التي كانت تمنحه الأفضلية ضمن مجموعته قبل القدوم إلى جنوب أفريقيا. وحتى الآن لا يزال المدرب فيسنتي دل بوسكي يتكتم على التشكيلة الأساسية التي سيخرج بها إلى الميدان ولو أن التخمينات تشير إلى أنه ربما سيستغني عن أحد لاعبي خط الوسط الدفاعي لصالح تعزيز خط الهجوم. وهذا يعني أن تشكيلة دل بوسكي ستكون مشابهة لتلك التي أنهى بها المباراة أمام سويسرا وليست تلك التي بدأ بها المواجهة.
وبخصوص هندوراس، وبعد غياب اللاعب خوليو سيزار ليون، قرر المدرب رينالدو رويدا جمع الأشقاء بالاسيوس الثلاثة، لكن الشكوك ما زالت تحوم حول إمكانية مشاركة المهاجم دافيد سوازو الذي يتعافى بشكل جيد من إصابة عضلية في الفخذ الأيمن. والحقيقة أن تعثر المنتخب الأسباني في مباراته الأولى جعل مخاوف كتيبة هندوراس منه تتقلص بدرجة كبيرة. ولعل هذا ما يفسر تصريحات المدرب رينالدو التي قال فيها: "خسرنا أمام أفضل منتخب في المجموعة، أمام أصعب المنتخبات،" قبل أن يضيف أنه صار بوسع مجموعته "تقديم المزيد" الآن.
والسابقة الوحيدة التي تواجه فيها منتخبا أسبانيا وهندوراس كانت في نهائيات كأس العالم أسبانيا 1982 FIFA حينما أضاع أباء أمريكا الوسطى على أصحاب الأرض فرحة افتتاح المنافسة وفرضوا عليهم التعادل بهدف لمثله.
لاعبون تحت الضوء
فرناندو توريس ضد ويلسون بالاسيوس
لا يوجد أدنى شك في أن آمال مشجعي المنتخبين ستكون معلقة بوجه خاص على لاعبين يخوضان غمار الدوري الإنجليزي الممتاز. فاللاعب ويلسون بالاسيوس (26 سنة) يعد بدون منافس نجم تشكيلة هندوراس بعدما أبلى البلاء الحسن خلال الموسم الكروي الماضي في صفوف نادي توتنهام هوتسبرز الإنجليزي، وقد بات صانعَ ألعاب المنتخب بدون منازع. وسيكون منتخب أمريكا الوسطى بحاجة إلى دقة أكبر من تلك التي أبداها في وجه نظيره التشيلي في المباراة الأولى، لأن التعادل سيعقّد بدرجة كبيرة حظوظه في المرور إلى المرحلة الثانية من المنافسة.
أمّا إل نينيو توريس فقد شفي تماماً من الإصابة وسيمثل على الأرجح أحد البدائل للتصالح مع الهدف الذي لم حرم منه المنتخب الأسباني أمام سويسرا. وسيخرج فرناندو إلى أرض الملعب مسلحاً بالحماس والرغبة الجامحة للتسجيل رغم أن موسمه الأخير في صفوف فريق ليفربول لم يكن لامعاً وقد أثرت عليه كذلك الإصابات المتكررة. ومع ذلك فهو لاعب لا يكتفي بأقل من النصر إذ يبدو ذلك واضحاً من خلال لمعان عيونه الذي يعكس الغضب الساطع نتيجة للتعثر أمام السويسريين.
الرقم
46 سنة مرت بالتمام والكمال على النصر الذي حققه المنتخب الأسباني في يوم 21 يونيو/حزيران عام 1964، ليرفع بذلك أول لقب له لكأس الأمم الأوروبية على إثر الفوز في المباراة النهائية على يوغوسلافيا 2-1 بهدفين سجلهما كل من خيسوس بيريدا ومارسلينو.
ماذا قالوا
"أعتقد أنه يجب علينا بذل المزيد من الجهد. لاعبو هندوراس يتمتعون بمؤهلات عالية وينبغي استغلالها إلى أقصى درجة. لهذا أسمح لنفسي بالتجرؤ لأوصي المدرب بالنظر في إماكنية تقديم الخطوط والهجوم بالمزيد من اللاعبين، هذا رغم أني أتفهم أنه لا ينبغي لنا أن نفقد النظام في الخطوط الخلفية. فالحفاظ على شباكك نظيفة أمر في غاية الأهمية دائماً،" ظهير منتخب هندوراس سيرجيو مندوزا.
"الأمر الأهم في الوقت الحالي يتمثل في أن نبقى أوفياء لطريقتنا في اللعب والتي منحتنا انتصارات كثيرة وألا ندخل في ضروب الجنون. يجب علينا عدم تغيير هذه الطريقة وأن نواصل منح ثقتنا للسبب الذي جعلنا أوفر حظا. وإذا قدّر لنا أن نموت علينا أن نموت متشبثين بأفكارنا بدل أن نقدم على فعل أشياء غريبة،" مهاجم المنتخب الأسباني فرناندو توريس.
صوت الجمهور
"إن إسبانيا بحاجة إلى تحقيق النصر ومن واجبها تحقيقه إذا كانت تصبو إلى الوصول بعيدا في هذا المونديال. فلديها الفريق والمؤهلات العالية والأمر الوحيد الذي ينقصها هو نصيب يسير من الحظ الذي حالف حتى الآن الطرف المنافس، إلا أن كل شيء ممكن. ويبدو لي أن أسبانيا، وبناء على أنها بحاجة إلى تحقيق الفوز بنتيجة أدانها هدفين لصفر، ستخرج منذ البداية بتشكيلة هجومية تماما تضم الثنائي توريس- فييا وسيسك فابريجاس في وسط الملعب الهجومي. وقد تحدث مفاجآت كبيرة في هذه المباراة، إذا لم تسجل إسبانيا هدفا في وقت مبكر"،
السؤال
من سيخرج حيّاً من هذه المواجهة؟