منوعات دوت كومmnwaat.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منوعات دوت كومmnwaat.com

لا اله الا الله محمد رسول الله
 
الرئيسيةتفسيرسورة الزمر  ( آية 27-52 ) I_icon_mini_portalأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأكثر شعبية
تحميل ياهو 2011
تحميل احدث3 انتى فيرس كاسبر اسكاى 2011.افيرا2011.افاست 2011
نتيجة امتحانات ابناؤنا فى الخارج 2011
تحميل برنامج جوجل شوروم google chrome
حمل برنامج ويندز لايف ماسنجر 2012
تحمل برنامج جوجل كروم (جوجل شورم)2012
تحميل برنامج مكافح الفيروسات افاست 2012 النسخه الاخيره ادخل وحمل بسرعه
تحميل تنزيل سكاي بى 2011 الجديد dowenlod sky pe 2011 new
حمل القران كامل بصوت الشيخ فارس عباد
الرد على من سب السيده عائشه
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط www.mnwaat.com على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منوعات دوت كومmnwaat.com على موقع حفض الصفحات
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 تفسيرسورة الزمر ( آية 27-52 )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير
Admin
Admin
المدير


عدد المساهمات : 1005
نقاط : -2047470915
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 25/02/2010
العمر : 28
البلد : مصر

تفسيرسورة الزمر  ( آية 27-52 ) Empty
مُساهمةموضوع: تفسيرسورة الزمر ( آية 27-52 )   تفسيرسورة الزمر  ( آية 27-52 ) Emptyالجمعة أبريل 29, 2011 3:58 pm




تفسير
سورة
ا
لزمر
عدد آياتها
75

(
آية
27-52

)

وهي مكية






{

27 - 31


} {

وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ
لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ
لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ
شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ
مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّكَ
مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ


}




يخبر تعالى أنه ضرب في القرآن من جميع الأمثال، أمثال أهل الخير وأمثال
أهل الشر، وأمثال التوحيد والشرك، وكل مثل يقرب حقائق الأشياء، والحكمة
في ذلك {

لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ


} عندما نوضح لهم الحق فيعلمون ويعملون.




{

قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ


} أي: جعلناه قرآنا عربيا، واضح الألفاظ، سهل المعاني، خصوصا على العرب.
{

غَيْرَ ذِي عِوَجٍ


} أي: ليس فيه خلل ولا نقص بوجه من الوجوه، لا في ألفاظه ولا في معانيه،
وهذا يستلزم كمال اعتداله واستقامته كما قال تعالى: {

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ
يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا قَيِّمًا


}




{

لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ


} الله تعالى، حيث سهلنا عليهم طرق التقوى العلمية والعملية، بهذا القرآن
العربي المستقيم، الذي ضرب اللّه فيه من كل مثل.




ثم ضرب مثلا للشرك والتوحيد فقال: {

ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا


} أي: عبدا {

فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ


} فهم كثيرون، وليسوا متفقين على أمر من الأمور وحالة من الحالات حتى
تمكن راحته، بل هم متشاكسون متنازعون فيه، كل له مطلب يريد تنفيذه ويريد
الآخر غيره، فما تظن حال هذا الرجل مع هؤلاء الشركاء المتشاكسين؟




{

وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ


} أي: خالصا له، قد عرف مقصود سيده، وحصلت له الراحة التامة. {

هَلْ يَسْتَوِيَانِ


} أي: هذان الرجلان {

مَثَلًا


} ؟ لا يستويان.




كذلك المشرك، فيه شركاء متشاكسون، يدعو هذا، ثم يدعو هذا، فتراه لا يستقر
له قرار، ولا يطمئن قلبه في موضع، والموحد مخلص لربه، قد خلصه اللّه من
الشركة لغيره، فهو في أتم راحة وأكمل طمأنينة، فـ {

هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ


} على تبيين الحق من الباطل، وإرشاد الجهال. {

بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ


}




{

إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ


} أي: كلكم لا بد أن يموت {

وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ
الْخَالِدُونَ


}




{

ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ


} فيما تنازعتم فيه، فيفصل بينكم بحكمه العادل، ويجازي كُلًّا ما عمله {

أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ


}




{

32 - 35


} {

فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ
إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ * وَالَّذِي
جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ * لَهُمْ
مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ *
لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ
أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ


}




يقول تعالى، محذرا ومخيرا: أنه لا أظلم وأشد ظلما {

مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ


} إما بنسبته إلى ما لا يليق بجلاله، أو بادعاء النبوة، أو الإخبار بأن
اللّه تعالى قال كذا، أو أخبر بكذا، أو حكم بكذا وهو كاذب، فهذا داخل في
قوله تعالى: {

وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ


} إن كان جاهلا، وإلا فهو أشنع وأشنع.




{

وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ


} أي: ما أظلم ممن جاءه الحق المؤيد بالبينات فكذبه، فتكذيبه ظلم عظيم
منه، لأنه رد الحق بعد ما تبين له، فإن كان جامعا بين الكذب على اللّه
والتكذيب بالحق، كان ظلما على ظلم.




{

أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ


} يحصل بها الاشتفاء منهم، وأخذ حق اللّه من كل ظالم وكافر. {

إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ


}




ولما ذكر الكاذب المكذب وجنايته وعقوبته، ذكر الصادق المصدق وثوابه،
فقال: {

وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ


} في قوله وعمله، فدخل في ذلك الأنبياء ومن قام مقامهم، ممن صدق فيما
قاله عن خبر اللّه وأحكامه، وفيما فعله من خصال الصدق.




{

وَصَدَّقَ بِهِ


} أي: بالصدق لأنه قد يجيء الإنسان بالصدق، ولكن قد لا يصدق به، بسبب
استكباره، أو احتقاره لمن قاله وأتى به، فلا بد في المدح من الصدق
والتصديق، فصدقه يدل على علمه وعدله، وتصديقه يدل على تواضعه وعدم
استكباره.




{

أُولَئِكَ


} أي: الذين وفقوا للجمع بين الأمرين {

هُمُ الْمُتَّقُونَ


} فإن جميع خصال التقوى ترجع إلى الصدق بالحق والتصديق به.




{

لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ


} من الثواب، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. فكل ما
تعلقت به إرادتهم ومشيئتهم، من أصناف اللذات والمشتهيات، فإنه حاصل لهم،
معد مهيأ، {

ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ


} الذين يعبدون اللّه كأنهم يرونه، فإن لم يكونوا يرونه فإنه يراهم {

الْمُحْسِنِينَ


} إلى عباد اللّه.




{

لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ
أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ


} عمل الإنسان له ثلاث حالات: إما أسوأ، أو أحسن، أو لا أسوأ، ولا أحسن.




والقسم الأخير قسم المباحات وما لا يتعلق به ثواب ولا عقاب، والأسوأ،
المعاصي كلها، والأحسن الطاعات كلها، فبهذا التفصيل، يتبين معنى الآية،
وأن قوله: {

لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا


} أي: ذنوبهم الصغار، بسبب إحسانهم وتقواهم، {

وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ


} أي: بحسناتهم كلها {

إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً
يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا


}




{

36 - 37


} {

أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ
دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * وَمَنْ يَهْدِ
اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي
انْتِقَامٍ


}




{

أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ


} أي: أليس من كرمه وجوده، وعنايته بعبده، الذي قام بعبوديته، وامتثل
أمره واجتنب نهيه، خصوصا أكمل الخلق عبودية لربه، وهو محمد صلى اللّه
عليه وسلم، فإن اللّه تعالى سيكفيه في أمر دينه ودنياه، ويدفع عنه من
ناوأه بسوء.




{

وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ


} من الأصنام والأنداد أن تنالك بسوء، وهذا من غيهم وضلالهم.




{

وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ
فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ


} لأنه تعالى الذي بيده الهداية والإضلال، وهو الذي ما شاء كان وما لم
يشأ لم يكن. {

أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ


} له العزة الكاملة التي قهر بها كل شيء، وبعزته يكفي عبده ويدفع عنه
مكرهم. {

ذِي انْتِقَامٍ


} ممن عصاه، فاحذروا موجبات نقمته.




{

38


} {

وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ
اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ
أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ
حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ


}




أي: ولئن سألت هؤلاء الضلال الذين يخوفونك بالذين من دونه، وأقمت عليهم
دليلا من أنفسهم، فقلت: {

مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ


} لم يثبتوا لآلهتهم من خلقها شيئا. {

لَيَقُولُنَّ اللَّهُ


} الذي خلقها. وحده. {

قُلْ


} لهم مقررا عجز آلهتهم، بعد ما تبينت قدرة اللّه: {

أَفَرَأَيْتُمْ


} أي: أخبروني {

مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ


} أيَّ ضر كان.




{

هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ


} بإزالته بالكلية، أو بتخفيفه من حال إلى حال؟. {

أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ


} يوصل إليَّ بها منفعة في ديني أو دنياي. {

هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ


} ومانعاتها عني؟.سيقولون: لا يكشفون الضر ولا يمسكون الرحمة.




قل لهم بعد ما تبين الدليل القاطع على أنه وحده المعبود، وأنه الخالق
للمخلوقات، النافع الضار وحده، وأن غيره عاجز من كل وجه.عن الخلق والنفع
والضر، مستجلبا كفايته، مستدفعا مكرهم وكيدهم: {

قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ


} أي: عليه يعتمد المعتمدون في جلب مصالحهم ودفع مضارهم،.فالذي بيده -
وحده - الكفاية هو حسبي، سيكفيني كل ما أهمني وما لا أهتم به.





{

39 - 40


} {

قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ
تَعْلَمُونَ * مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ
عَذَابٌ مُقِيمٌ


}




أي: {

قُلْ


} لهم يا أيها الرسول: {

يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ


} أي: على حالتكم التي رضيتموها لأنفسكم، من عبادة من لا يستحق من
العبادة شيئا ولا له من الأمر شيء.




{

إِنِّي عَامِلٌ


} على ما دعوتكم إليه، من إخلاص الدين للّه تعالى وحده. {

فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ


} لمن العاقبة




و {

مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ


} في الدنيا. {

وَيَحِلُّ عَلَيْهِ


} في الأخرى {

عَذَابٌ مُقِيمٌ


} لا يحول عنه ولا يزول،.وهذا تهديد عظيم لهم، وهم يعلمون أنهم المستحقون
للعذاب المقيم، ولكن الظلم والعناد حال بينهم وبين الإيمان.




{

41


} {

إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ
اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا
أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ


}




يخبر تعالى أنه أنزل على رسوله الكتاب المشتمل على الحق، في أخباره
وأوامره ونواهيه، الذي هو مادة الهداية، وبلاغ لمن أراد الوصول إلى اللّه
وإلى دار كرامته، وأنه قامت به الحجة على العالمين.




{

فَمَنِ اهْتَدَى


} بنوره واتبع أوامره فإن نفع ذلك يعود إلى نفسه {

وَمَنْ ضَلَّ


} بعدما تبين له الهدى {

فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا


} لا يضر اللّه شيئا. {

وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ


} تحفظ عليهم أعمالهم وتحاسبهم عليها، وتجبرهم على ما تشاء، وإنما أنت
مبلغ تؤدي إليهم ما أمرت به.





{

42


} {

اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ
فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ
الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ
يَتَفَكَّرُونَ


}




يخبر تعالى أنه المتفرد بالتصرف بالعباد، في حال يقظتهم ونومهم، وفي حال
حياتهم وموتهم، فقال: {

اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا


} وهذه الوفاة الكبرى، وفاة الموت.




وإخباره أنه يتوفى الأنفس وإضافة الفعل إلى نفسه، لا ينافي أنه قد وكل
بذلك ملك الموت وأعوانه، كما قال تعالى: {

قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ


} {

حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ
لَا يُفَرِّطُونَ


} لأنه تعالى يضيف الأشياء إلى نفسه، باعتبار أنه الخالق المدبر، ويضيفها
إلى أسبابها، باعتبار أن من سننه تعالى وحكمته أن جعل لكل أمر من الأمور
سببا.




وقوله: {

وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا


} وهذه الموتة الصغرى، أي: ويمسك النفس التي لم تمت في منامها، {

فَيُمْسِكُ


} من هاتين النفسين النفس {

الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ


} وهي نفس من كان مات، أو قضي أن يموت في منامه.




{

وَيُرْسِلُ


} النفس {

الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى


} أي: إلى استكمال رزقها وأجلها. {

إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ


} على كمال اقتداره، وإحيائه الموتى بعد موتهم.




وفي هذه الآية دليل على أن الروح والنفس جسم قائم بنفسه، مخالف جوهره
جوهر البدن، وأنها مخلوقة مدبرة، يتصرف اللّه فيها في الوفاة والإمساك
والإرسال، وأن أرواح الأحياء والأموات تتلاقى في البرزخ، فتجتمع،
فتتحادث، فيرسل اللّه أرواح الأحياء، ويمسك أرواح الأموات.





{

43 - 44


} {

أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا
يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ * قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ
جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ
تُرْجَعُونَ


}




ينكر تعالى، على من اتخذ من دونه شفعاء يتعلق بهم ويسألهم ويعبدهم. {

قُلْ


} لهم - مبينا جهلهم، وأنها لا تستحق شيئا من العبادة-: {

أَوَلَوْ كَانُوا


} أي: من اتخذتم من الشفعاء {

لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا


} أي: لا مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر،
بل وليس لهم عقل، يستحقون أن يمدحوا به، لأنها جمادات من أحجار وأشجار
وصور وأموات،.فهل يقال: إن لمن اتخذها عقلا؟ أم هو من أضل الناس وأجهلهم
وأعظمهم ظلما؟.




{

قُلْ


} لهم: {

لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا


} لأن الأمر كله للّه.وكل شفيع فهو يخافه، ولا يقدر أن يشفع عنده أحد إلا
بإذنه، فإذا أراد رحمة عبده، أذن للشفيع الكريم عنده أن يشفع، رحمة
بالاثنين. ثم قرر أن الشفاعة كلها له بقوله {

لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ


} أي: جميع ما فيهما من الذوات والأفعال والصفات. فالواجب أن تطلب
الشفاعة ممن يملكها، وتخلص له العبادة. {

ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ


} فيجازي المخلص له بالثواب الجزيل، ومن أشرك به بالعذاب الوبيل.




{

45 - 46


} {

وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا
يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا
هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ
عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ


}




يذكر تعالى حالة المشركين، وما الذي اقتضاه شركهم أنهم {

إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ


} توحيدا له، وأمر بإخلاص الدين له، وترك ما يعبد من دونه، أنهم يشمئزون
وينفرون، ويكرهون ذلك أشد الكراهة.




{

وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ


} من الأصنام والأنداد، ودعا الداعي إلى عبادتها ومدحها، {

إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ


} بذلك، فرحا بذكر معبوداتهم، ولكون الشرك موافقا لأهوائهم، وهذه الحال
أشر الحالات وأشنعها، ولكن موعدهم يوم الجزاء. فهناك يؤخذ الحق منهم،
وينظر: هل تنفعهم آلهتهم التي كانوا يدعون من دون اللّه شيئا؟.




ولهذا قال {

قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ


} أي: خالقهما ومدبرهما. {

عَالِمَ الْغَيْبِ


} الذي غاب عن أبصارنا وعلمنا {

وَالشَّهَادَةِ


} الذي نشاهده.




{

أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ


} وإن من أعظم الاختلاف اختلاف الموحدين المخلصين القائلين: إن ما هم
عليه هو الحق، وإن لهم الحسنى في الآخرة دون غيرهم، والمشركين الذين
اتخذوا من دونك الأنداد والأوثان، وسووا فيك من لا يسوى شيئا، وتنقصوك
غاية التنقص، واستبشروا عند ذكر آلهتهم، واشمأزوا عند ذكرك، وزعموا مع
هذا أنهم على الحق وغيرهم على الباطل، وأن لهم الحسنى.




قال تعالى: {

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ
وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ
يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ شَهِيدٌ


}




وقد أخبرنا بالفصل بينهم بعدها بقوله: {

هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا
قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ
الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وَلَهُمْ
مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ


} إلى أن قال: {

إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ
أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ


}




وقال تعالى: {

الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ
لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ


} {

إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ
الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ


} ففي هذه الآية، بيان عموم خلقه تعالى وعموم علمه، وعموم حكمه بين
عباده،.فقدرته التي نشأت عنها المخلوقات، وعلمه المحيط بكل شيء، دال على
حكمه بين عباده وبعثهم، وعلمه بأعمالهم، خيرها وشرها، وبمقادير جزائها،
وخلقه دال على علمه {

أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ


}





{

47 - 48


} {

وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ
مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ * وَبَدَا
لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ
يَسْتَهْزِئُونَ

}




لما ذكر تعالى أنه الحاكم بين عباده، وذكر مقالة المشركين وشناعتها، كأن
النفوس تشوقت إلى ما يفعل اللّه بهم يوم القيامة، فأخبر أن لهم {

سُوءَ الْعَذَابِ


} أي: أشده وأفظعه، كما قالوا أشد الكفر وأشنعه، وأنهم على - الفرض
والتقدير - لو كان لهم ما في الأرض جميعا، من ذهبها وفضتها ولؤلؤها
وحيواناتها وأشجارها وزروعها وجميع أوانيها وأثاثها ومثله معه، ثم بذلوه
يوم القيامة ليفتدوا به من العذاب وينجوا منه، ما قبل منهم، ولا أغنى
عنهم من عذاب اللّه شيئا، {

يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ
بِقَلْبٍ سَلِيمٍ


}




{

وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ


} أي: يظنون من السخط العظيم، والمقت الكبير، وقد كانوا يحكمون لأنفسهم
بغير ذلك.




{

وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا


} أي: الأمور التي تسوؤهم، بسبب صنيعهم وكسبهم. {

وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ


} من الوعيد والعذاب الذي نزل بهم، وما حل عليهم العقاب.





{

49 - 52


} {

فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ
نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ
فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * قَدْ قَالَهَا
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا
يَكْسِبُونَ * فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ
ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا
هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ
الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ


}




يخبر تعالى عن حالة الإنسان وطبيعته، أنه حين يمسه ضر، من مرض أو شدة أو
كرب. {

دَعَانَا


} ملحا في تفريج ما نزل به {

ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا


} فكشفنا ضره وأزلنا مشقته، عاد بربه كافرا، ولمعروفه منكرا. و {

قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ


} أي: علم من اللّه، أني له أهل، وأني مستحق له، لأني كريم عليه، أو على
علم مني بطرق تحصيله.




قال تعالى: {

بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ


} يبتلي اللّه به عباده، لينظر من يشكره ممن يكفره. {

وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ


} فلذلك يعدون الفتنة منحة، ويشتبه عليهم الخير المحض، بما قد يكون سببا
للخير أو للشر.




قال تعالى: {

قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ


} أي: قولهم {

إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ


} فما زالت متوارثة عند المكذبين، لا يقرون بنعمة ربهم، ولا يرون له
حقا،.فلم يزل دأبهم حتى أهلكوا، ولم يغن {

عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ


} حين جاءهم العذاب.




{

فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا


} والسيئات في هذا الموضع: العقوبات، لأنها تسوء الإنسان وتحزنه. {

وَالَّذِينَ ظَلَمُوا من هؤلاء سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا


} فليسوا خيرا من أولئك، ولم يكتب لهم براءة في الزبر.




ولما ذكر أنهم اغتروا بالمال، وزعموا - بجهلهم - أنه يدل على حسن حال
صاحبه، أخبرهم تعالى، أن رزقه، لا يدل على ذلك، وأنه {

يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ


} من عباده، سواء كان صالحا أو طالحا {

وَيَقْدِرُ


} الرزق، أي: يضيقه على من يشاء، صالحا أو طالحا، فرزقه مشترك بين
البرية،.والإيمان والعمل الصالح يخص به خير البرية. {

إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ


} أي: بسط الرزق وقبضه، لعلمهم أن مرجع ذلك، عائد إلى الحكمة والرحمة،
وأنه أعلم بحال عبيده، فقد يضيق عليهم الرزق لطفا بهم، لأنه لو بسطه
لبغوا في الأرض، فيكون تعالى مراعيا في ذلك صلاح دينهم الذي هو مادة
سعادتهم وفلاحهم، واللّه أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mnwaat.roo7.biz
 
تفسيرسورة الزمر ( آية 27-52 )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسيرسورة الزمر ( آية 1-26 )
» تفسيرسورة سبأ ( آية 1-27 )
» تفسيرسورة يس ( آية 1-30 )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منوعات دوت كومmnwaat.com  :: اسلاميات :: تفسير القران كامل-
انتقل الى: